تريَاقْ لَم يُدرك !!

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
السسلاآم عليكمم ورحمهة اللهه وبرركآأتهه

في جوفِ إحدَا لياليَّ المطِيرة ..
جلستُ القرفصاء عندَ وصيدِ الماضِي المُبجَّل ..
ثُم توسلَّت إليهِ أن أراك ..
بحلَّتك التي امتزجَت بالغياهِب ..
أن أبصرَ مُحياكَ وأنبذَ ذكرَاك العَالقة بجبروتٍ علىٰ جفونِي ..
ما فتأتُ أغمضُ عينيَّ إلَا ورأيتگ تقتحمُ نطاقَ السَّواد !!
تمامًا كما تركتنِي آخرَ مرَّة ..
هجرتُ ذاكرتِي التِي اعتدتُ اقتناءهَا لأسامرَ طيفَك ..
فبتُ أغمضُ عينيَّ كلَّ ما اشتقتكَ لأرَاك ومرامِي سهلٌ قرِيب !


لكِن شتَّان , بينَ مُحياك وذِكراك !




أردتُ أن أرَى منك سوءًا !!
أو أتحسَس مِن عثراتِك طيفًا ..
لعلِّي أبلغُ أسبابَ هيامِي العقِيم ..
فأقتلِعها من جذورِها السَّوداء ,
وأخلِص ذاتِي المِمزقَة مِن جبروتِ أصفادِك !



~~


نبذنِي الفَرح ..
وتخاصمتُ معَ سعادتِي دهرًا أو اثنَين ..
وأنَا أفتِشُ بينَ صفحاتِ المَاضِي ..
عَن قَائلٍ أفَّاكٍ حكَى أنَّك عبسَت برهةً !
أنكَ كرِهتنِي , أو أعرضتَ عن صُحبتِي حينًا ..


لكنَّنِي خسِرت ! ,
وخسِئ أن يُذكر قولٌ كذَاك !


~~




وارتجلت أناملِي المرتعشة معزوفةَ الكبرياء تلك ..
حين امتلأت روضة جنانِي بالبيادقَ المدعية للإصغاء !
وارتشفتُ بمهلٍ مِن كأسِ المرَارةِ المتسربِل بالعفَن ..
دونَ أن أنبسَ ببنتِ شفَة لئلَّا أفضحَ اليأسَ الواقعَ فِي هيامِي ..
وأنَا أتمعنُ بأصفادِي تلتهمُ جسدِي رويدًا رويدًا ..
تبَّت يداكِ ومرغَ الفناءُ مُبتغاكِ ..
وأُسعدَ مَن سوَّاكِ !


وتساقطَ رُفاتُ ما رمتُ إلَيه بانتِظامٍ يحرقُ الجَوف المُترقِّب ..
تلاهُ وجبةٌ عظِيمةٌ أثارَت حولهَا نقعًا قَد كسَى ساحةَ خِلجانِي الجَدباء .. !


وجبةُ قلبٍ يبصركَ كلَّ يومٍ فِي زمانٍ كَان ..
عينانِ لا ترتويَان منَ النَّظر إليكَ ولبٌ يتلاشَى غارقًا فِي نوفلِ عينَيك ..
ولَو أنِي لم أدركَ استحالةَ عِصمتَك لفقَدتُ صوابِي أسفًا علَيك !


- وهَل بقِي لِي مِن صوَاب ؟؟!




~~


عينَايَ لا تدمُعَي ..
واجمُدِي لا تيسخِي !
إنهمُ إن أبصرُوا عبراتِك ..
تراقصُوا علَيها ونبذُوا كلَّ منغصاتِ عيشِهم !


ألَم تكونِي يومًا تنظُرِين إلَيه ؟!
حسنًا !
كفاكِ حظًا أن تلاقيتِ بعَينَيه ..


=")


 
أعلى