ان لم تبكوا فـ تباكوا

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
السسلاآم عليكمم ورحمهة اللهه وبرركآأتهه

اذا تحجرت الدموع في الآقي وطال زمن دمع مدرار على الوجنات , فلا بد لنا من التفكر بآيات الله والافتقار اليه مستعينين به سبحانه , على امور قد تعيننا على البكاء من خشيته , فإن لم نجد بكاء تباكينا , نحن الغارقون في بحور الذنوب والمعاصي , حريٌ بنا نهج الممارسة فإن : العلم بالتعلم والحلم بالتحلم والفقه بالتفقه والبكاء بـ التباكي , وهكذا كل خلق وفضيلته بالمران والتدرب والممارسة تكتسب بعد المعونة من الله والهداية , فـ العين المتحجرة اذا ما تصنعت لها البكاء لله خشية منه جل في علاه , تعودت العيون البكاء وكنا ممن اذا ذكر الله وجلت قلوبهم ودمعت عيونهم .
ومما ورد عن النبي صل الله عليه وسلم في فضل البكاء من خشية الله , ما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع , ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم " .
فـ هذا دليل على ان البكاء من خشية الله عبادة , هو من اسباب الفوز بـ الجنة والنجاة من النار , فـ يا ايها العبد لحظة واحدة , تذرف فيها عبرة صادقة , يمكن ان يكون فيها فـ كاكك من النار , فأين هذه اللحظة ؟! واين تلك العبرة ؟ بكى النبي صل الله عليه وسلم , وسالت دموعه , وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , وهو المعصوم المنزه عن فعل المعاصي والمنكرات .
ومن الامور التي تعيننا على البكاء من خشية الله بعد عون الله وصدق اللجوء اليه : تقوى الله والمجاهدة فيه والاخلاص له سبحانه .
قال تعالى :{ واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم } البقرة 282
فـ اتقوا الله فيما امركم به ونهاكم عنه . ولقوله عز وجل { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا , وان الله مع المحسنين } العنكبوت 69


اولا: مجاهدة النفس


فطمها عن المألوفات على غير هواها ~ وللنفس صفتان انهماك في الشهوات , وامتناع عن الطاعات , ومن كرم عليه دينه هانت عليه نفسه .
فمن لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد في هذا الطريق شمه . وافضل الجهاد : جهاد هواك . وما عالج الصالحون شيئا اشد عليهم من نفوسهم . فما الدابة الجموح بأحوج الى اللجام الشديد من نفسك . وكان احدهم اذا طاف في السوق ورأى ما يشتهيه ’ قال لـ نفسه : اصبري فـ والله ما امنعك الا من كرامتك علي .
وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لـ عمر رضي الله عنه حين استخلفه : ان اول ما احذرك نفسك التي بين جنبيك .

ثانيا : العلم :


لقوله تعالى : { وليعلم الذين أُوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به ~ فتُخبت له , قلوبهم , وان الله لهاد الذين ءآمنوا الى صراط مستقيم } لحج 54
العلم النافع رزق من الله يختص به من يشاء من عباده , ومتى ما رزق الانسان هذا العلم استطاع ان يفرق بين الحق والباطل , وبين ما ينفعه وما يضره , وبين ما يصلح لـ نفسه وما يفسدها ’ فـ ازداد ايمانه وانقادت جوارحه وخضعت , وحصل الخشوع الذي ثمرته البكاء من خشية الله .
من اوتي من العلم مالا يبكيه , لخليق الا يكون اوتي علما ينفع , لان الله تعالى نعت العلماء فقال { قل ءامنوا به اولا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا " 107 " ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا " 108 " ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا } الاسراء 109

ثالثا : ذكر الموت :

فـ ينبغي ان يكون تذكر الموت صفة ملازمة للمؤمن , فما قهر الانسان الا به , وما ذكر في ضيق الا وسعه , ولا ذكر في سعة الا ضيقها , فـ سبحان من قهر عباده بـ الموت , وجعله مصير كل حي .
فـ لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم منه , ما أكلنا منها لحما سمينا , لان بذكره تنقص النعمة , وتكدر صفوة اللذة , وتستيقظ القلوب الغافلة والنفوس اللاهية , والعقول المتحيرة , فما بال العقلاء اولي النهى والاحلام مع علمهم بقهر الموت وحسرة الفوت , وبأن الموت طالب لا ينجو منه هارب , تمادو وأساؤوا العمل , وتطاول عليهم الاجل , وأحسنوا الظن بربهم وقالوا لنا به أمل ؟!
ان نبيك الكريم رجل عظيم هاب ربه واجله , واحب ربه والرب احبه , ومع ذلك قال له : { إنك ميتٌ وإنهم ميِتون } الزمر 30
فـ اتقوا الله عباد الله ولا تنسوا انكم عبيد وعباد لله , ولتتقوا الله في أنفسكم ولـ يخافن من تهاون في أمر الصلاة مدبرا عن السجود لله , هاجر سبيل الله رب العالمين , متبعا سبل المغضوب عليهم والضالين , فخورا بصحبة السوء , مستسلما لكيد الشياطين , مغترا بحلم الرب الكريم , حائدا عن الصراط المستقيم , صاما اذنيه عن نذير ربه ووعيده اذ قال { ألم نهلك الاولين " 16 " ثم نتبعهم الاخرين " 17 " كذلك نفعل بالمجرمين " 18 " ويل يومئذ للمكذبين } المرسلات 19
فإياكم الاعتماد على عفو الله واستبطاء الاجل وتمديد الامل , فهذا كله من مكر الشيطان وتسويل النفس الامارة بالسوء , فكما ان الله واسع المغفرة فإن عقابه شديد , وكما انه رحيم بعباده فهو غيور على محارمه .

 
ڳُأِلٌعِأَدّة أَبِدِأِعٌ رٌأِئع

وٌطُرٌحّ يّسَتَحَقً أًلٌمَتّأَبًعًة

شُڳَرًأًٌ لًڳَ

بُأٌنُتّظًأَرٌ أٌلَجَدَيُدُ أِلَقّأٌدَمٌ
دّمِتّ بُڳٌلٌ خِيّرٌ
 
أعلى