همسات في الفتن

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
السسلاآم عليكمم ورحمهة اللهه وبرركآأتهه


همسات في الفتن

الهمسة الأولى : 



من المتقرر في النصوص أنه في كل عام تزداد الفتن وتتسع دائرة الأزمات ,
كما في الحديث الصحيح ( لايأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) رواه البخاري عن أنس .

قال العلماء : وهذا عام على مستوى الأمة ليس خاص ببلد دون بلد ,
أو زمن دون زمن , فقد يكون ذلك البلد في هذا العام أحسن من الذي قبله ,
وقد يكون أحد الأزمنة القادمة خير من زمان مضى في انتشار الدين وارتفاع مستوى التعليم والدعوة .

الهمسة الثانية :


عند اشتداد الفتن ينبغي الفرار إلى الله تعالى والتقرب إليه , كما قال تعالى ( ففروا إلى الله ) الذاريات 50 وفي صحيح مسلم
: ( العبادة في الفتن كهجرة إلي ) .

وهذا المعنى يغيب عند بعض الناس , فتجده عند الفتن مهموماً بمتابعة الأحداث لحظة بلحظة , غائباً عن عبادة ربه ,
والقليل من يجمع بين إدراك الواقع وتحقيق الفرار إلى الله تعالى .

الهمسة الثالثة :



المفزع عند الشدائد إلى الله تعالى , لذا يجب أن نتربى نحن ,
ونربي المجتمع على تحقيق ( التعلق بالله تعالى ) وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه والثقة بأنه قريب من عباده ,
كما قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )
البقرة 186
وأما البحث عن الحلول عند مجلس ( الظلم لا الأمن ) أو ( الحلف الأطلسي )
أو ( جامعة الدول العربية ) فهو غير مجدي كما أثبتت التجارب والأزمات ,
فيا أيها المسلمون ليس لكم إلا الرحمن الرحيم الذي يراكم ويعلم بحالكم ,
فاصدقوا معه وتوجهوا إليه .

الهمسة الرابعة :



الثقة بأن أقدار الله كلها خير , مهما ظهر لنا خلاف ذلك ,
كما قال تعالى ( لاتحسبوه شراً لكم ) النور 11 .
وقال تبارك وتعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) البقرة 216 .
وفي الحديث الصحيح ( والشر ليس إليك ) رواه مسلم .


الهمسة الخامسة :


مع اعتقادنا بأن كل شيء بقدر , فيجب علينا مدافعة القدر بالقدر ,
وعدم الركون إلى الظلم والاعتداء على الحقوق بحجة أن هذا هو القدر ,
بل الواجب مدافعة ما يصيبنا , وكما ندافع قدر المرض بالتداوي ,
فلابد أن ندافع قدر الظلم بالبحث عن الحلول التي تزيله
أو تخففه على قاعدة المصالح الشرعية .

الهمسة السادسة :


ضبط القرارات التي نصدرها وقت الفتن بقاعدة المصالح والمفاسد ,
لإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها ,
والنظر لها يجب أن لايكون شخصياً من طرف واحد يرى الواقع من رؤيته الخاصة التي قد تصيب وقد تخطئ ,
بل يكون النظر للمصالح من مجموعة علماء
يعرفون شريعة الله تعالى ويدركون الواقع ويعرفون مايجري فيه .

الهمسة السابعة :


اليقين الكامل بأن المستقبل لهذا الدين وأن النصر آت ولو بعد حين ,
كما قال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين – إنهم لهم المنصورون –
وإن جندنا لهم الغالبون ) الصافات 173 ,
وقال جل وعلا ( ألا إن نصر الله قريب ) البقرة 214.

الهمسة الثامنة :

من السنن الربانية أن الطغاة والمتكبرون وأهل الظلم لابقاء لهم ,
بل إن نهايتهم أقبح نهاية ,
وفي كتاب ربنا عدة شواهد ,

فتأمل تدرك :
( فُقطع دابر القوم الذين ظلموا ) الأنعام 45
( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) الأعراف 165
( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ) يونس 13
( ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) المؤمنون 27
( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ) النمل 52
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء 227
( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء ) البقرة 59

الهمسة التاسعة :

نسمع من يتحدث في وقت الفتن عن أشراط الساعة
ويربط كل حدث من أحداث الواقع بدليل
من أشراط الساعة وقد يكون صحيحاً مايذكره بعضهم ,
وقد يكون مبالغاً فيه ,
والمرجع هنا لأهل العلم الراسخين ,
ولنحذر من الخرافات التي يطلقها بعضهم
انطلاقاً من أحاديث لا أساس لها من الصحة ,
والغريب أن عامة الناس يتمسكون بالأحاديث الغرائب
لأن النفوس تتعلق بالغرائب غالباً.

الهمسة العاشرة:


عندما يقع العالم في زلة حيال موقفه مما يجري ,
فلا يصح أن نهدر حسناته ,
وننسى تاريخه الكبير في تعليم الخلق ونفع الناس ,
ولنعتبرها ( زلة ) ومن الذي لا يخطئ ,
وفي الحديث الصحيح ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
صحيح الجامع 4515 ,قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ليس من شرط ولي الله أن يكون معصوماً من الخطأ والغلط ،
بل ولا من الذنوب. الاستقامة (2/93) مدارج السالكين (1/537).
الهمسة الحاديه عشر :

تتعجب من أقوام جعلوا متابعة الواقع في كل أوقاتهم ,
حتى غاب وقت القرآن ووقت العلوم النافعة والدعوة إلى الله تعالى ,
لإن صاحبنا مشغول بالأحداث عبر الفيس بوك والمنتديات والمواقع الإخبارية ,
ثم إلى القنوات يتنقل من قناة إلى قناة ,
وهذا بلا ريب من الاعتداء على الزمن بأن يصرف جُله في أمور تتجدد وتتغير مابين لحظة وأخرى ,
ولا يعني هذا أننا ندعو إلى إهمال العناية بالواقع ولكن بالتجربة تكفينا دقائق في الليل والنهار في متابعة الجديد في الساحة .


الهمسة الثانية عشرة:

كم نتمنى أن تكون لدى المسلمين قناة إخبارية سياسية
عالمية تقوم على أحدث التقنيات المعاصرة في نقل الخبر ,
مع الجودة والسرعة في تغطية الخبر ,
وتحليله على ميزان الشريعة الإسلامية ,
وهذه دعوة لرجال الأعمال و الإعلام والساسة من الإسلاميين
لعلهم يتقدموا إلى هذا المقترح بإخراجه إلى ساحة الفضاء .

ومما نؤكد عليه :
- الاستفادة من تفعيل الإعلام في نصرة الدين والدفاع عنه
وتفعيل جوانب التأثير بكل مجالاته وطرائقه
كالإنترنت والمجلات والصحف وغيرها من أبواب الإعلام .

الهمسة الثالثة عشرة :

ضرورة تثبيت بعضنا لبعض بكل ما يمكن من وسائل التثبيت
من الدعاء , أو الكلمة ,
أو الزيارة , أو الدفاع والذب عن العرض ,
وهذا التثبيت له دور كبير في
وقت الفتن في تقوية القلب على المنهج ,

الهمسة الرابعة عشرة :

إن الصبر عند الفتن والتربية على المصابرة ومجاهدة النفس
على تجرع مرارة الهموم والاتهامات
قد يكون ثقيلاً جداً عند من رضع الذل وشرب من كأس الجبن .

إن أحفاد الرسل ,
وأشباه الصحابة يعلمون أن الصبر لابد منه في زمان الفتن ,
و ( للصبر حلاوة تبين في العواقب ) .

اللهم إنا نسألك الثبات على الحق ,
اللهم افتح للمسلمين من أبواب فضلك , اللهم يسر أمر المسلمين ,
اللهم انتقم من أعدائك ياجبار ياقهار

 
ڳُأِلٌعِأَدّة أَبِدِأِعٌ رٌأِئع

وٌطُرٌحّ يّسَتَحَقً أًلٌمَتّأَبًعًة

شُڳَرًأًٌ لًڳَ

بُأٌنُتّظًأَرٌ أٌلَجَدَيُدُ أِلَقّأٌدَمٌ
دّمِتّ بُڳٌلٌ خِيّرٌ
 
أعلى