الجود والكرم

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
السسلاآم عليكمم ورحمهة اللهه وبرركآأتهه


دروس من رمضان (1)


عن أنسِ بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفحاتٍ مِن رحمته، يُصيب بها مَن يشاء من عباده، وسَلُوا الله أن يسترَ عوراتِكم، وأن يُؤمِّن رَوْعاتِكم))؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في الصحيحة.

قال المناويُّ في "فتح القدير": "((وتعرَّضوا لنفحاتِ رحمةِ الله))؛ أي: اسلكوا طرقَها، حتى تصيرَ عادةً وطبيعة وسجيَّة، فداوِموا على الطَّلَب، فعسى أن تصادِفوا نفحةً من تلك النفحات، فتكونوا مِن أهل السعادات".

فهذا رمضان، مناسبةٌ عظمَى للتعرُّض لهذه النفحات، فأين المُجِدُّون؟ وأين المجتهِدون؟ أين مَن وقفوا على حقيقة الصِّيام، فاستخلصوا الدروسَ المطلوبة، ووقفوا على العِبر المقصودة؟

1- أوَّل هذه الدروس: أنَّ رمضان حثَّ على حِفْظ اللِّسان، والصيامِ عن أذى الإنسان:
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس الصيامُ من الأكْل والشُّرب، إنَّما الصيام من اللَّغوِ والرفث، فإن سابَّك أحدٌ، أو جهِل عليك، فقل: إنِّي صائم، إنِّي صائم))؛ صحيح الترغيب.

• وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا أصبح أحدُكم يومًا صائمًا، فلا يرفث (الفحش من القول)، ولا يجهلْ، فإن امرؤٌ شاتَمه أو قاتله، فليقلْ: إنِّي صائم، إني صائم))، قال النووي في الأذكار: "قيل: إنَّه يقوله بلسانه، ويُسمِع الذي شاتَمه لعلَّه ينزجر، وقيل: يقوله بقلبه؛ لينكفَّ عن المسافهة، ويُحافظَ على صيانةِ صومه"، قال: "والأوَّل أظهر".

فعلامَ تكثُر الخُصومات والمشادَّات في رمضان؟! لماذا ترتفعُ أصوات بعض الصائمين بالسبِّ والشتْم والقذف، والنُّطق بالكلمات النابية التي يندَى لها الجبين، وكأنَّ رمضان مضمارٌ للعِراك والسِّباب، وليس مضمارًا للتعرُّض لنفحات رحمة الله، وفعل الخيرات؟!

• عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: "إذا صمت، فليصمْ سمعُك، وبصرُك، ولسانك عن الكذب والمأْثَم، ودعْ أذى الخادم، وليكن عليك وقارٌ وسكينة يومَ صيامك، ولا تجعلْ يومَ فطرك ويوم صيامِك سواءً"؛ ذكره ابن أبي شيبة في "المصنف".

إنَّ الصيام صيامُ الجوارح عن أذى المسلمين، ولذلك كان أبو هريرة - رضي الله عنه - وأصحابه إذا صاموا جَلسُوا في المسجد - كما قال أبو المتوكِّل - حتى يحفظوا سمعَهم، وبصرَهم، وجوارحهم عن كلِّ ما حَرَّم الله.

• قال أبو ذر - رضي الله عنه -: "إذا صمتَ، فتحفَّظْ ما استطعت".
قال ابن رجب في كتابه "لطائف المعارف": "وعامَّة صيام الناس لا يجتمع في صومِه التحفُّظ كما ينبغي"، يقول هذا وهو ابن القرن الثامن الهجري، فكيف بنا نحن؟!

• وكان طليق إذا كان يومُ صومِه، دخل فلم يخرج إلاَّ لصلاة؛ مخافةَ أن ينقض صيامه بِغِيبة، أو نميمة، أو أن يقعَ بصرُه على مُحرَّم، وبخاصَّة ونحن في زمان لا تُميِّز فيه بعضُ فتياتنا بين رمضان وغيره، فيخرجنَ إلى الشوارع ليلاً ونهارًا كاسياتٍ عاريات، عليهنَّ من الزِّينة ما قد يُفسِد صيامَ غير المتحفظين، فلْيتقينَ الله في أنفسهنَّ، وليتقين الله في الصائمين.

• وقال أبو العالية: "الصائمُ في عبادة ما لم يَغتبْ".
فلله العجب! كيف ترى قومًا في رمضان فارغين، يقضون بياضَ يومهم في النوم، أو لَعِب الورق، أو الشطرنج، أو تقليب القنوات الفضائيَّة التافهة، ويقضون سوادَ ليلهم في التفنُّن في أنواع المأكولات، وصنوف الحلويات، ثم الإدلاف إلى المقاهي، والاشتغال بحديث الناس غِيبةً ونميمة، أو حضور الحفلات والسهرات اللَّيليَّة الراقصة، والمهرجانات الفارغة، والتهريجات المميتة للقلوب، ممَّا يُخشى أن يصدق على أصحابها قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجُوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السَّهر"؛ رواه الطبراني في الكبير، وهو في صحيح الترغيب.

إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصاوُنٌ وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وَفِي مَنْطِقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِنْ صَوْمِيَ الْجُوعُ وَالظَّمَا فَإِنْ قُلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ

• قال الحسن البصريُّ: "إنَّ الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه، يستبقون فيه إلى مرضاتِه، فسبَق قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجبُ من اللاَّعب الضاحك، في اليوم الذي يفوز فيه المحسِنون، ويخسر فيه المبطِلون".

2- ثاني هذه الدروس: أنَّ رمضان مضمارٌ للتسابق إلى الجود والإنفاق:
• عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان، فيدارسُه القرآن، فلَرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود بالخير مِن الرِّيح المرسَلة"؛ متفق عليه، وخرَّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره، وهي: "لا يُسألُ عن شيء إلاَّ أعطاه".

 
يًعُطٌيًڳّ أِلًفِ أُلًفِ ۶ـأًفُيٌهَ

مًوٌضًوَعً رَأِأٌأِئعً

وِجِهُوًدُ أِرُۇۈۉع

نُنَتُظِرّ مَزِيًدَڳُ

بِشّوُۇۈۉوّقِ
 
أعلى