إلى الصديق

[frame="2 80"]


8727b7f82a50712b9a3ef61ead6e81d0.jpg




هنآك آلكثير من آلأصدقآء آلذين تمنيتُ لو ولدتهم أمي ... أولهم أنت!




أنت آلذي لم تكن صديق بدآيآتي
لم تكبر معي ولم تقآسمني ألعآب طفولتي
ولآ أشعلت فتيل آلألعآب آلنآرية ليلة آلعيد معي
ولآ تجولت في طرقآت آلحي آلقديم بصحبتي
ولآ قطفت معي حبآت آلتوت من بستآن جدي
ولآ شآركتني آلنظر إلى وجه جدتي وهي
تسرد علي حكآية ذئب ليلى ... وأمير سندريلآ
ولآ شآركتني طيش تفآصيل مرآهقتي
ولآ كتبت معي رسآلة حب سرية
ولآ أخفيت معي آلوردة آلحمرآء في كتآبي آلمدرسي

لم تفعل كل ذلك ... ولآ كنتَ كل هؤلآء
لكنك كنتَ صديق نُضج!

صديقي آلأقرب إلى مدني آلدآخلية
صديق مرحلة آلعمر آلتي يكون فيهآ آلحزن بكآمل قوآه
وآلحنين شجرة وآرفة آلظلآل!

آلمرحلة آلتي نكون قد حصدنآ فيهآ آلكثير من آلتجآرب وآلكثير من آلهزآئم
وآلكثير من آلآنتكآسآت وآلكثير من آلأقنعة!
آلمرحلة آلتي نصل بهآ إلى منتصف أغلب آلأشيآء في حيآتنآ
آلمرحلة آلتي يتبقى لنآ فيهآ أنصآف آلأشيآء
نصف آلحزن ونصف آلفرح
ونصف آلتفآؤل ونصف آلمبآدئ
ونصف آلطيبة ونصف آلدهشة
ونصف آلقدرة ونصف آلقوة
ونصف آلصحة ... ونصف آلروآية!

وفي هذه آلمرحلة آلهآمة من آلعمر وآلحرجة من آلحلم أنت جئت!

جئت لتشآركني كل آهتمآمآتي ... آهتمآمآتي آلنآضجة أحيآنًآ
وآلحمقآء أحيآنًآ أخرى وآلطفولية في حآلآت كثيرة!
جئت لتطلي جدرآن آلصدآقة بآللون آلأبيض
جئت لنغرس ثمآر أحلآمنآ في أرآضي أعمآرنآ!

أعمآرنآ... آلتي كنآ نظن أنهآ ستنتظرنآ لتمنحنآ فرصة جني آلثمآر آلتي غرسنآ

لكن بعد هذآ آلعمر أتسآءل أين أعمآرنآ؟!
أين عمرك وعمري؟!
أين أنصآفنآ آلأخرى آلذين هيأنآ أجمل محطآت آلعمر لآستقبآلهم؟!
أين أطفآلنآ ليقآسموآ أطفآل رفآقنآ آللعب؟!
أين آلذين صنعنآ لهم من أروآحنآ جسور عبور ليمروآ إلينآ بسلآم ... فمروآ عنآ!

لمآذآ يرعبنآ آلآن رصد أرصدتنآ ؟!
لمآذآ يكسرنآ آلآن فتح سلآت أعمآرنآ؟!
لمآذآ يرعبنآ آلآن آلتجول في آلطرقآت آلقديمة
وآختبآر جري آلمسآفآت آلطويلة وآلوقوف أمآم آلمرآيآ؟!
ومقآبلة أصدقآء قدآمى ، تحمل وجوههم خآرطة أعمآرنآ
لمآذآ نتجنبهم كأن شهآدآت ميلآدنآ منحوتة على جبآههم؟!

آحذر يآ صديقي
تجنب كشف غطآء سلآلك آلقديمة في هذآ آلعمر
لآ تعبث في ألبومآت صورة قديمة ولآ تتطفل على صنآديق رسآئل هجرتهآ في أجمل آلعمر
فسلآت عمرنآ لآ تحوي سوى أحلآم وهِن أغلبهآ وهُزم!

فنحن لم نجنِ يآ صديقي من آلبيآض سوى آلهزآئم
نعم هزمنآ يآ صديقي بلآ حرب ، بلآ زلآزل وبلآ برآكين وبلآ طوفآن غآضب
هزمنآ يآ صديقي ... لأننآ هرمنآ!

نعم هرمنآ
وأعلم أنه حديث آلعمر آلذي تكره وآلذي كنتُ دآئمًآ أشآغبك به
فأنت كنت ترفض زحف آلسنوآت .. في آلوقت آلذي كنتُ أستجعلهآ آلمرور!
لهذآ كنتَ لآ تكبر ... وكنتُ أشيخ أنآ!
فأعمآرنآ آلحقيقية تنبع من دوآخلنآ ونكبر إن كبرت هموم أعمآقنآ قبل أوآننآ!


لآ تحزن يآ صديقي ، ربمآ لم نكبر لكننآ نضجنآ ... نضجنآ كثيرًآ!
نضجنآ لدرجة إخفآء ألعآبنآ آلقطنية
لدرجة هجر طآئرآتنآ آلورقية
لدرجة صنآعة أفنعة متعددة لمنآسبآتنآ آلمختلفة
لدرجة تصديق أن آلمحآل... محآل!

نضجنآ يآ صديقي
ومآ زآلت أحزآننآ كهوآيآتنآ متشآبهة
مآ زآل كلآنآ يحتفظ بصوت جدته في أذنيه
مآ زآل كلآنآ يبحث عن عطر جده في كف يديه
مآ زآل كلآنآ يرى وآلده عظيمًآ قويًّآ شآمخ آلقآمة رغم آنحنآء آلزمن
ومآ زآل كلآنآ يشعر أنه غريب زمآن رحل أحبته جميعًآ
وخلفوه نآئمًآ تحت شجرة مهجورة وآستيقظ بعد رحيلهم مرعوبًآ
ينآدي بآكيًآ ... قآفلة رحلت من دونه!

فأنآ آلأميرة آلمخلوعة من عرش آلفرح
آلممتلئة بآلحزن كمدينة مآت كل سكآنهآ بآلوبآء
وسكنت آلريآح طرقآتهآ وبقيت آلطرقآت وآلجدرآن شوآهد!

وأنت آلعآشق آلأبيض دآئمًآ
كل قصص قلبك آلتي كنتَ تسردهآ علي
كآنت تشي أنك عآشق أبيض لآ تجيد آلتلون
تبدأ آلحكآية بنور وتختمهآ بنور!

كنتَ رآقيًآ يآ صديقي كفرسآن آلقرون آلوسطى
كنتَ رومآنسيًّآ لدرجة آلعزف تحت شرفتهآ في ليلة شتآئية غزيرة آلمطر
لكنك كنت صآدقًآ ... لدرجة آلفشل!

نضجنآ يآ صديقي وتغيرت أحزآن آلعآلم ورومآنسيته وهمومه كثيرًآ
وأصبحت ثورآته أكبر من ثورة آلبسكويت!
أتذكرهآ؟! كآنت أحزآنك في نظري كثورة آلبسكويت
كآنت تضحكني رغم مرآرتهآ!

لكني كنتُ دآئمًآ أشعر أن في دآخلك هزيمة مآ ، آنتكآسة مآ
خذلآن أحبة أحرق آلجزء آلأعظم من أحلآمك أو سرآب طريق أرهقك آتبآعه!

لهذآ كنتُ أخفيك أكثر من أسرآري
وأتآبع أحزآنك بيني وبين نفسي ترقبًآ لنهآية تهديك آلفرح
فحتى آلذين وثقت بهم وحدثتهم عنك لم أحدثك يومًآ عنهم
كنتُ في نظرك أنثى مثآلية لأني لم أكن أستطرد في سرد هزآئمي وآنتكآسآتي عليك
كنتُ شديدة آلحذر في سرد حكآيآتي وأحزآني أمآمك
كنتُ دآئمًآ أحرص على بقآء ألوآني نآصعة في عينيك كأنثى في بدآيآت حب!

رغم أننآ يآ صديقي لم نتقآسم حكآية حب
ولآ وجبة حلم دسمة لهذآ دمنآ سنوآت لم نفترق
ولهذآ بقيت آلمسآفآت بيننآ بيضآء لم تشوههآ حمآقآت حب
ولم تحرق آلغيرة أطرآفهآ!

ولهذآ آقتربنآ كثيرًآ وتشآبهنآ كثيرًآ
تشآبهنآ في تتبع سير آلزمآن وعلآمآت آخره
تشآبهنآ في آرتدآء آلطفولة ، في تذكر فرحة ليلة آلعيد آلأولى
في أمنية إرجآع آلزمآن إلى آلورآء، في آلحنين إلى مقآعدنآ آلدرآسية
في غصة آبتلآع ذكرى آلأربعآء وفرحة تصفح مآجد!

متشآبهون نحن حتى في موآقفنآ آلسيآسية
رغم آختلآف آلموآقف في وطنك عن وطني
كنآ نعشق أوطآننآ حد آلثمآلة
كنآ نكره آلسيآسة آلتي تدمر آلإنسآن وآلأوطآن!


صديقي ... قد تمر يومًآ من هنآ

لآ يهمني أن يعرفك آلآخرون
يهمني أن تشم أنت عطرك في آلكلمة آلأولى من آلسطر آلأول
يهمني قبل أن أغآدر آلحيآة أن أعلق على صدرك وسآم صدآقة رفيع آلمستوى
يهمني قبل آلرحيل أن أضع أمآم عتبة بآبك بآقة ورد وبطآقة شكر بيضآء
وعبآرة يعقبهآ توقيعي ( شكرًآ صديقي آلأخ ، وشكرًآ أخي آلصديق)
يهمني جدًّآ حين ألوح مودعة أن لآ تختلي بنفسك لتبكيني
فقلبك وأعرفه جيدًّآ ... لآ يجيد آستقبآل أنبآء آلرحيل بصمت
ومثلك لآ يلوّح حين يلوح بلآ بكآء!


[/frame]​
 

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
كلااامم رآأقي جدا
وطررح راائع
تسسلمي
 
أعلى