(رضي الله عنهم ورضوا عنه)

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام

ايه تكررت كثيرا لماذا ...
الاية هي قوله تعالى (رضي الله عنهم ورضوا عنه)
تكررت في سورة المائدة اية 119 وسورة التوبة اية 100 وسورة المجادلة اية 22 وسورة البينة اية 8

(رضي الله عنهم ورضوا عنه)
هذه الاية تتكون من شقين
الاول هو رضى الله عن العبد وهذا هو ما نسعى له جميعا. وما هذه جلستنا الايمانية إلا باب من أبواب ابتغاء مرضاة الله.
الشق الثاني هو الشق الاصعب وهذا ما اردت التركيز عليه وهو قو الله تعالى (ورضوا عنه)

دعيني اسالك سؤال،
هل انت راضية عن ربك؟

سؤال صعب اليس كذلك؟
طيب دعيني أعيد صياغة السؤال.
هل تعرفي ما معنى ان تكوني راضية عن ربك؟

الرضا عن الله هو التسليم والرضا بكل ما قسمه الله لك في هذه الحياة الدنيا من خير او شر.

الرضا عن الله يعني اذا اصابك بلاء امتلأ قلبك يقينا ان ربي أراد بك خيرا بهذا البلاء.

الرضا عن الله يعني ان تتوقفي عن الشكوى للبشر وتفوضي امرك لله وتبثي له شكواك.
كم هو مؤلم أن نكون محاطين بالناس السلبية التي لا تتوقف عن التذمر والشكوى والذين لا يعجبهم شي في الحياة. فهم لا يرون الا الجانب المظلم في كل شي .

الرضا عن الله يعني ان ترضي عن ربك اذا أعطاك واذا منعك، واذا أغناك واذا أخذ منك، واذا كنتي في صحة و اذا مرضتي. ان ترضي عن ربك في كل احوالك.

انظري حولك واسالك نفسك هل انت راضية عن شكلك، هل انت راضية عن زوجك، عل انت راضية عن اهلك، هل انت راضية عن قدرك؟
فكل هذه الاشياء قد اختارها الله لنا فهل انت راضية عن اختيار الله لك.

هناك نقاط مهمة يجب ان نفهمها خلال تدبرنا لهذه الاية
1- الرضا عن الله لا يتنافى ابدا مع الالم الذي قد نشعر به احيانا لسبب او لاخر. فنحن بشر وهذه الدنيا دار ابتلاء، ولم ولن يسلم منها احد. فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه.

2- هناك فرق بين الصبر والرضا. فالرضا درجة أعلى من الصبر.
ان تصبري يعني ان تتحملي الالم لان هذا قدرك وليس في يدك شئ غير الصبر. ولكن الرضى أن تشكري الله ع هذا الالم!

3- الرضا عن الله منزلة عالية لا يصل اليها الا من امتلأ قلبه حبا لله. فهناك أناس حولنا عندما يمرون باي ضائقة، لاتسمعهم يرددون الا قول الرسول الكريم (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً). ما اروعه من ايمان وما اروعه من يقين.

4- اعلمي علم اليقين ان الله لا يبتليك الا ليغفر ذنوبك او ليرفع درجتك في الجنة فارضي عن ربك.

5- الانسان اذا لم يرضى عن ربه، فحتى لو ملك الدنيا كلها فلن يرضى ابدا، وسيبقى ساخطا ع كل شي وسيعيش حياته في نكد وشقاء.

لذلك الواجب لتدبر هذه الاية
1- احفظي هذه الاية وكرريها
2- تأملي حياتك وركزي ع كل ما حُرمتي منه او أُخذ منك واسالك نفسك هل انت راضية عن الله. وكرري ربي اني راضية عنك فارضى عني.
3- راقبي كلماتك وتصرفاتك، اذا كنتي ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلمي انك من أشقى الناس وانك في خطر . فراجعي نفسك
4- كلما ضاقت عليك الدنيا كرري (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً).
5- تذكري ان الرضا عن الله هو السبيل لرضى الله عنك.
6- تقربي الى الله بكل ما يزيدك حبا له. فاذا أحببتي الله أحببتي قدره وقضائه.
7- اخيرا تذكري ( ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأت لمن يكن ليصيبك) . )
 
أعلى