ان الله لايضيع اجر من احسن عملا

[frame="7 80"]

م الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته​



‏يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال .. فأحبها وأحبته وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ..​


ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق ..​


ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت​


فهي امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه ..​


فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر​


ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : الحمو الموت !! ومرت الأيام ..​


وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها ..​


فهددها أخو الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن معي ربي​


وعندما عاد الرجل من سفره قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي​


وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها !! طلق الزوج زوجته من غير أن يتريث​


ولم يستمع للمرأة وإنما صدق أخاه ! انطلقت المرأة .. لا ملجأ لها ولا مأوى ..​


وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد .. فطرقت عليه الباب .. وحكت له الحكاية ..​


فصدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت ..​


في يوم من الأيام خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها ..​


إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها !!​


وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما !​


فهددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها​


فقام الخادم بقتل الطفل ! عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه ..​


فغضب العابد غضباً شديداً .. إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. وعفى عنها ..​


وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل​


قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)​


خرجت المرأة من بيت العابد وتوجهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم ..​


فاقتربت منهم وسألت أحدهم .. لمَ تضربونه ؟؟ فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين​


فإما أن يؤديه وإما أن يكون عبداً عندهم .. فسألته : وكم دينه ؟؟​


قال لها : إن عليه دينارين .. فقالت : إذن أنا سأسدد دينه عنه ..​


دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنت ؟​


فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما فوافقت ..​


قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .. عندما وصلا للسفينة​


أمرها بأن تركب أولا .. ثم ذهب لربان السفينة وقال لها أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها​


فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب .. تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل​


فلم تجده ورأت البحارة يتحلقون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل ..​


فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن فأبت أن تعصي ربها​


وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبت عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة​


فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرق كل البحارة ..​


وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة​


مع أن الوقت ليس وقت عواصف .. ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة​


فأمر الحرس بإحضارها .. وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت ..​


سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة .. منذ خيانة أخو زوجها إلى خيانة الرجل​


الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها وتزوجها .. وكان يستشيرها في كل أمره​


فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد .. ومرت الأيام​


وتوفي الحاكم الطيب .. واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت ..​


فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم​


فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد ..​


وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها .. بدأ الرجال يمرون من أمامها​


فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه ..​


ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم .. ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم ..​


ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم قالت لزوجها ..​


لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل ! ثم قالت للعابد ..​


لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك ! ثم قالت للرجل الخبيث​


ما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك ! وهذه هي نهاية القصة​


وفي ذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى​


لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب​


اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه​

اللهم أرزقنا الجنة بدون سابقة عذاب ولا مراجعة حساب​


[/frame]​
 
التعديل الأخير:
أعلى