مكانة الأخلاق في الإسلام

نور الهدى

مشرفة المنتدى العام
بسم الله الرحمن الرحيم


مكانة الأخلاق في الإسلام ؟؟


1- أنها من أهم مقاصد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس ...

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ}
فيمتن الله على المؤمنين بأنه أرسل رسوله لتعليمهم القرآن وتزكيتهم، والتزكية بمعنى تطهير القلب من الشرك والأخلاق الرديئة كالغل والحسد وتطهير الأقوال والأفعال من الأخلاق والعادات السيئة، وقد قال عليه الصلاة والسلام بكل وضوح: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (البيهقي 21301) فأحد أهم أسباب البعثة هو الرقي والسمو بأخلاق الفرد والمجتمع.

2- أن الأخلاق جزء وثيق من الإيمان والاعتقاد ...

لما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أفضل إيمانا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "أحسنهم أخلاقا" (الترمذي 1162، أبو داود 4682).

وقد سمى الله الإيمان براً، فقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}(البقرة: 177)، والبر اسم جامع لأنواع الخير من الأخلاق والأقوال والأفعال..
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "البر حسن الخلق"

ويظهر الأمر بجلاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (مسلم 35).

3- أن الأخلاق مرتبطة بكل أنواع العبادة ...
فلا تجد الله يأمر بعبادة إلا وينبه إلى مقصدها الأخلاقي أو أثرها على النفس والمجتمع، وأمثلة هذا كثيرة، منها:

الصلاة:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}

الزكاة:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَ} (التوبة: 103)، فمع أن حقيقة الزكاة إحسان للناس ومواساتهم فهي كذلك تهذب النفس وتزكيها من الأخلاق السيئة.

الصيام:{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
فالمقصد هو تقوى الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، ولذلك
يقول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" فمن لم يؤثر صيامه في نفسه وأخلاقِه مع الناس لم يحقق هدف الصوم.


4- الفضائل العظيمة والأجر الكبير الذي أعده الله
لحسن الخلق ....


والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة ومن ذلك ....

أنه أثقل الأعمال الصالحة في الميزان يوم القيامة ///

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة" (الترمذي 2003).

أنه أكبر الأسباب لدخول الجنة:

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق" (الترمذي 2004، ابن ماجه 4246).

أن حَسَن الخلق أقرب الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:

كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" (الترمذي 2018).

أن منزلته في أعلى الجنة بضمان الرسول صلى الله عليه وسلم وتأكيده:
قال صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"
 
أعلى