قصـــــــــــــة مؤثرة عن الام







قصـــــــــــــة مؤثرة عن الام

كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلبا للمرعى لمواشيهم ،​
ومن عادة العرب التنقل من مكان الى مكان حسب ما يوجد العشب والكلأ والماء ،​
وكان من بين هؤلاء العرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها ،​
وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات نظرا لكبر سنها ،​
فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها ، وكان هذارتها ( تخريفها ) يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه ،​
وأنه يحط من قدره عند قومه ! هكذا كان نظره القاصر .​
وفي أحد الأيام أراد عربه ان يرحلوا لمكان آخر ،​
فقال لزوجته ( وياللخسران) : اذا شدينا غدا للرحيل ،​
اتركي امي بمكانها واتركي عندها زادا وماءا حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت !!​
فقالت زوجته : أبشر سوف انفذ اوامرك .​
شد العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل ..​
تركت الزوجة ام زوجها بمكانها كما أراد زوجها ،​
ولكنها فعلت أمرا عجبا ،​
لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء ،​
( وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره وهو بكرهما وكان والده يحبه حبا عظيما ،​
فإذا استراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه ) .​
سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والرعي ،​
حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون .​
جلس كل مع اسرته ومواشيه ، فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه .​
فقالت زوجته : تركته مع امك ، لانريده .​
قال : ماذا ؟ وهو يصيح بها !​
قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت امك .​
فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة ،​
فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة لآنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع امه .​
أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع ،​
لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا شدت العربان عن منازلها تخلفهم في أمكنتهم​
فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها .​
وصل الرجل الى المكان وإذا أمه ضامة ولده الى صدرها مخرجة راسه للتنفس ،​
وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله ، والأم ترميها بالحجارة ،​
وتقول لها : اخزي ( ابعدي ) هذا ولد فلان .​
وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب قتل عددا منها ببندقيته وهرب الباقي ،​
حمل أمه وولده بعدما قبل رأس امه عدة قبلات وهو يبكي ندما على فعلته ،​
وعاد بها الى قومه ، فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها .​
وزاد غلاء الزوجة عند زوجها .​
وصار اذا شدت العرب لمكان آخر يكون اول ما يحمل على الجمل امه ويسير خلفها على فرسه​
تذكروا اخواني دائما​
‏​قُطِعَ حبلُك السّريّ لحظة خروُجك للدُنيآ ..​
وِبقيّ أثرھُ فِي جسدِك ليذكرك بفضلها عليك طول عمرك​
 
أعلى